كل هذا يدفعنا إلى أن نقدر الجهود المخلصة التي كانت تدفع الشباب إلى البحث عن حل إسلامي. وإذا لم يكن قد استطاع الوصول إلى الحل الذي يخلص أمتنا فيجب أن ندرك خطورة وصعوبة المهمة التي تصدى لها, فالحلول ليست جاهزة يمكن استيرادها كما هو الحال في الماركسية. والقوى العالمية المتفوقة بغير حد تتربص بكل محاولة إسلامية.. وشرطة العدو الصليبي سرعان ما تنقض على كل تجمع, ويجب أن نذكر أنه إلى يونيو عام ١٩٦٧م لم يشنق في العالم العربي غير المسلمين.. بينما إيللي كوهين قبض عليه في مصر عام ١٩٥٤م وأفرج عنه لعدم ثبوت الأدلة في القضية المعروفة بفضيحة (لاقون) , في نفس الوقت الذي كانت فيه المخابرات (صلاح نصر) تعتقل ١٨ ألف شخص في اليوم الواحد كإجراء وقائي.
كل هذا يؤكد صعوبة المهمة التي وهب البعض نفسه لها, ولكن أعتقد أنها لم تذهب هباء.. فلولا جهادهم ومعاركهم لما اهتدى الكثيرون إلى الفكر الإسلامي.
نداء للرفاق القدامى:
وفي ختام حديثنا يا أستاذ جلال, هل تحب أن تقول شيئا إلى أهل السودان؟
أحب أن أوجه كلمة لزملائي في الحزب الشيوعي السوداني الذين عشنا معهم سنوات الجامعة, والذين أعتقد أنهم أفضل الشيوعيين في المنطقة نظرا لثقافتهم العربية وللمناخ الإسلامي الذي يعيشون فيه في السودان..
أرجو من كل منهم أن يسأل نفسه: هل يناضل من أجل تلك الأهداف التي آمن بها في الأربعينيات؟؟ هل انحصرت التقدمية والكفاح في منع إقرار الإسلام كدين للدولة؟؟ إنني أتمنى أن نلتقي مرة أخرى في ميدان القتال ضد إسرائيل.. فهناك في المعركة ستمتحن كل المبادئ وكل الشعرات. فالذي يؤمن أن المستقبل له في هذا الوطن هو الذي سيقاتل من أجل حرية هذا الوطن.
وبالنسبة للجنوب.. إنني أسألهم: هل إفريقيا مسلمة متضامنة مع العرب أو إفريقيا غير مسلمة؟ ومع بيافرا, ومع الصهيونية ضد العرب؟؟.