وهذه أمثلة حق صادقة، ونماذج حية ناطقة تمثل مواقف شتى للدعاة الصالحين، وهم يدعون إلى الحق والخير، وينهون عن الباطل والشر ولنبتدئ بأول أولئك الرسل نوح عليه السلام فنستعرض جوانب من حياة هذا الداعية الكبير، ليكون نموذجاً صالحاً للداعية المسلم اليوم يأخذ به، وينسج على منواله فيكمل في دعوته، ويشرف بها، ويبلغ الغاية المنشودة عليها، وهي هداية وإصلاح من أراد الله تعالى هدايتهم وإصلاحهم من الناس.
أ – نوح عليه السلام:
فمن هو نوح عليه السلام؟ وما هي الجوانب الهامة في حياته الدعوية التي يمكن للداعية المسلم الإ ستفادة منها في مجال الدعوة الإسلامية؟
إن نوحاً هو عبد الله ورسوله نوح بن لامك بن متوسلخ بن اخنوخ (إدريس) بن برد بن مَهْلايِيل بن قبْنَس بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السلام، هكذا يقول النسابون وي قولون: إن بينه وبين آدم عشرة قرون أي ألف سنة. هذا هو نوح عليه السلام.
وأما الجوانب الهامة في حياته الدعوية فهي تتمثل في الأرقام التالية:
(١) طول صبره.
(٢) صدق لهجته.
(٣) تلوينه أسلوب دعوته.
(٤) شجاعته وعظم توكله على ربه عز وجل.
(٥) صدق لجأه إلى ربه سبحانه وتعالى.
١- صبره الطويل:
وعن صبره الطويل نقول: إن نوحاً عليه السلام قد قضى في الدعوة إلى ربه تعالى من أجل أن يؤمن به، ويعبده وحده دون سواه، قضى دهراً طويلا ً، دعا فيه قومه إلى عبادة الله وحده، وإلى تقواه، وإلى طاعته هو بوصفه رسول الله والمبلغ عنه فقال:{قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُون يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً} .