١- إرساله وحده إلى أمة غارقة في الوثنية، ضاربة في الضلال، على رأسها ملك جبار طال عمره واتسع ملكه فغره ذلك فادعى الربوبية، فهو لا يرى رباً سواه، ولا ملكاً حاكماً غيره إلى مثل هذه الأمة وهذا الملك يُبعث إبراهيم ليندد بالشرك والوثنية، ويصرخ في وجه الظالم والطغيان. فيحمل رسالته بكفه وينادي بأعلى صوته: ماذا تعبدون أئفكا ً آلهة دون الله تريدون، فما ظنكم برب العالمين؟ ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون.. ما تعبدون؟ قالوا نعبد أصناما ً فنظل لها عاكفين. هل يسمعونكم إذ تدعون، أو ينفعونكم أو يضرون. قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون. قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين. تالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين فجعلهم جذاذا ً إلا كبيرا ً لهم لعلهم إليه يرجعون.
٢- إلقاؤه في النار:
ورأى المشركون آلهتهم متساقطة مبعثرة متناثرة فثارت ثائرتهم، وتأججت نار الحمية في قلوبهم، وتساءلوا عمن فعل بآلهتهم الخراب والدمار، والحق بها الخزي والعار وعلموا أنه الفتى الساخط عليها الناقم منها إبراهيم أحضروه وناظروه فكبتهم وأذلهم وألحق المهانة بهم وبآلهتهم فحاكموه وظلما ً حكموا عليه فبنوا تنوراً أعظم تنور وأحرقوا فيه النار حتى كانت جحيماً لا تطاق القوة فيها فكان هذا كذلك امتحانا ً من أقسى الإ متحانات وابتلاء نادرا ً في باب الإ بتلاءات.