٥- صاحب الحق أولى بالدفاع عن حقه وتحمل الأذى في ذلك من صاحب الباطل، غير أن الناس اليوم على خلاف ذلك فإنا نرى أصحاب الباطل يبذلون الكثير من الجهد والمال في سبيل نصرة باطلهم ويتحملون في سبيل ذلك الكثير من الأتعاب، ونرى على العكس من ذلك أصحاب الحق فإنهم في الغالب لا يبذلون لنصرة حقهم نفسا ً ولا مالا ً، ولا يتحملون تعبا ً كبيراً ولا صغيراً.
٦- الحق وإن ظهر لا بد له من تأييد بقوة الحجة، أو سلطان، وإلا لما سلم أهل الباطل له، ولا ما أذعنوا له، واعترفوا به.
والح ـ ق وإن ع ـ لا ليس بم ـ ؤيد
حتى يحوط بج ـ انبيه حس ـ ام
خط الرس ـ ول بيدي ـ هـ خندق ـ ا ً
وم ـ شى تحوله قنى وس ـ هام
٣- إبراهيم البلوى:
وعن إبراهيم البلوى نقول: إن ما ابتلي به إبراهيم عليه السلام من صنوف البلوى، وضورب الإ متحان ليعد وحيدا ً في بابه، فريداً في حياة الإ بتلاء وا لإ ختبار. إنه لم يعرف في تاريخ البشرية الطويل وخاصة بين أصحاب الرسالات من ابتلي ابتلاء إبراهيم الخليل، كل ذلك ليعد لمنصب الإمامة التي لم يتسمه ولم يرق إليه سوى إبراهيم عليه السلام. قال تعالى في ذلك:{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً} .
إن ما ابتلي به إبراهيم فصبر له وفاز بحسن عقباه لكثير جداً، ونحن نذكر طرفاً منه: