وختم حجاجه عليه السلام بقوله: فأي الفريقين أحق بالأمن من الخوف إن كنتم تعلمون. فريق الإيمان والتوحيد والطاعة وهو أنا، أم فريق الكفر والشرك والمعصية وهو أنتم. أجيبوا عن سؤالي هذا إن كان لديكم علم تجيبون به. وإلا فاعترفوا بجهلكم، وضعف مسلككم في حجاجكم. فإن ذلك أولى بكم، وأليق بمثلكم أيها المحجوجون المغلوبون.
وإلى هنا انتهى الحجاج بين إبراهيم وقومه بانتصار إبراهيم وغلبته وانكسار قومه وهزيمتهم. والنتائج التي تستخلص من هذا الحجاج قد تلخص فيما يلي:
١- مراعاة الأدب في الدعوة والمناظرة بعدم استعمال الكلمة الخشنة النابية، إلا إذا خرج الخصم المجادل عن تلك الحدود من الآداب المرعية في الجدال والمناظرة.
٢- مراعاة حال المدعو، وتقديم البيان والهد ي إليه شيئا ً فشيئا ً والأخذ بيده تدريجا ً تدريجاً إلى أن يوصل به إلى محيط الهدى ودائرة النجاة إن قدر له ذلك، وإلا فقد أعذر إليه وبرئت ذمة الداعي.
٣- من واجب منكر الباطل على غيره أن يتبرأ منه كما ت برأ إبراهيم من الشرك والمشركين، وا لإ زدراء منه بتناقضه، إذ كان ينهى عن الشيء ويفعله أو يرضى به.
٤- تخويف المشركين إبراهيم من آلهتهم أن تمسه بسوء، سنة باقية في الناس إلى اليوم، فكثيرا ً ما يخوف القبوريون اليوم المصلحين من الأولياء والصالحين الأموات إذا المصلح الداعي أنكر على الناس دعاءهم وا لإ ستغاثة بهم والذبح لهم.