من نماذج الدعاة الصالحين في معارض الكمال البشر ي عبد الله ورسوله عيسى بن مريم عليه السلام وهو رابع أولي العزم من الرسل، وخاتمة سلسلة النبوة في بني إسرائيل، وطلبنا لوجوه الإ ئتساء وصالح القدوة في عظماء الرجال من دعاة الحق الصالحين نستعرض حياة هذا النبي الكريم والرسول الظاهر الرحيم علنا ً نكتسب من ذلك الكمال الذي أوتيه عليه السلام بعض ما نكمل في أخلاقنا وأرواحنا، لنقوى على أداء واجب الدعوة التي حملناها على ضعفنا وقلة مؤهلاتنا العلمية والنفسية.
وقبل استعراضنا لمظاهر الكمال في حياة هذا الرسول الكريم نترجم له بالجمل الآتية: فنقول: عيسى عليه السلام هو عبد الله ورسوله وكلمة الله التي ألقاها إلى مريم، واسم عيسى معرب عن ايشع ومعناه السيد أو المبارك ووالدته مريم بنت عمران من صلحاء بني إسرائيل ومعنى مر يم بالعبرية الخادم أو خادمة الله. ويحمل هذا الإ سم معنى المرأة التي لا تقدر على مقابلة الرجال وا لإ ختلاط بهم كما روى أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل فاطمة رضي الله عنها عن أحب شيء إلى المرأة. فقالت: أن لا ترى الرجال وأن لا يراها الرجال. فرد عليها صلى الله عليه وسلم قائلا ً - وقد ضمها إلى صدره:" ذرية بعضها من بعض ". وهي إشارة إلى قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} .