وعن حكمة عيسى ن ب ي الله ورسوله عليه السلام نقول: إذا كانت الحكمة هي السداد والإصابة في الأمور، أو هي وضع الأشياء في مواضعها اللائقة بها، كما هي الحلم والعلم والفقه في دين الله تعالى ومعرفة أسرار لشرعه فإن عيسى عليه السلام كان عالما ً حليما ً ذا أصاب ة وسداد فيما يقول ويعمل، ينطق بالحكمة ويعلمها، رو ي أن امرأة من عجائز بيت لحم بعثت إليه بطفلها يقول له: إن أمي تطلب منك إبرة. فكأنه عليه السلام استهجن هذه الطلبة ولم يكن يملك الإبرة فقال للغلام: أطلب تجد، فعاد الغلام إلى أمه وأخبرها بما قال له السيد المسيح فجأته تعتب عليه ردها خائبا ً، فقال لها عليه السلام: إني أعطيت ولدك حكمة وهي خير من إ بر ة، فقلت له أطلب تجد. ولم يكن لدي إبرة فأعطيها إياه فسكت غضب المرأة، وندمت على عتابها!!!
ورو ي أنه كان ي ق ول للحواريين:" كما ترك لحم الملوك الحكمة فاتركوا لهم الدنيا ". كأنه يعني بالحكمة علم الشرع والعمل به، الإ هتداء بهديه.
ورو ي أنه قال للحواريين:" لا تحدثوا بالحكمة غير أهلها فتظلموا، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم. والأمور ثلاثة، أمر بين رشده فاتبعوه، وأمر بين غيه فاجتنبوه وأمر اختلف عليكم فيه فردوا علمه إلى الله عز وجل ". وقال لأصحابه يوما ً:" أنتم ملح الأرض فإذا فسدتم فلا دواء لكم وأن فيكم خصلتين من الجهل: الضحك من غير عجب والصبحة من غير سهر ". يريد بالصبحة النوم بعد صلاة الصبح.