للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد انعكس ذلك على مؤلفاته فجاءت صورة صادقة للتعبير عما ينطوي عليه نفسه من حب وإيثار للسنة على غيرها وميول نحو الحق وإن أدى إلى مخالفة الإمام الذي [١٢] تولى الدفاع عنه، واشتهر بحبه له، فصنف التصانيف لنصرة [١٣] مذهبه حتى اشتهر عن إمام الحرمين قولته المشهورة "ما من شافعي المذهب إلا وللشافعي عليه منه، إلا أحمد البيهقي فإن له على الشافعي منه " [١٤] . وقال الذهبي:"إن البيهقي أول من جمع نصوص الشافعي " [١٥] ، وردّ عليه السبكي [١٦] ورجح أنه آخر من جمع نصوصه، وأيده السيد أحمد صقر [١٧] بما نقله عن البيهقي نفسه وأنه ذكر ثلاثة كتب [١٨] سبقه مؤلفوها إلى جمع نصوص الشافعي فيها والظاهر أن الذهبي قال ذلك في حقه باعتبار استيعابه في مصنفاته أكثر - أو كل - ما في كتب السابقين، وبهذا تجتمع الأقوال التي اتفقت على تفوق البيهقي في هذا المضمار على كل من شارك فيه.

(صفاته)

قال السبكي [١٩] :"كان الإمام البيهقي أحد أئمة المسلمين وهداة المؤمنين والدعاة إلى حبل الله المتين، فقيه جليل، حافظ كبير، أصولي نحوي زاهد ورع، قانت لله، قائم بنصرة المذهب أصولاً وفروعاً جبلاً [٢٠] من جبال العلم، أخذ الفقه عن ناصر العمري وقرأ علم الكلام على مذهب الأشعري ثم اشتغل بالتصنيف بعد أن صار أوحد زمانه وفارس ميدانه، وأحذق المحدثين وأحدهم ذهناً، وأسرعهم فهماً، وأجودهم قريحة ". هـ.

وقال ابن ناصر الدين:"كان واحد زمانه، وفرد أقرانه حفظاً واتقاناً، وثقة، وعمدة " [٢١] .هـ

وقال [٢٢] ابن خلكان:"كان قانعاً من الدنيا بالقليل " [٢٣] . هـ.

(علمه)