فإنه لم يفسر حموا لقائي.. قال ابن سيده:"والتقدير عندي للقائي فحذف أي حم لهم لقائي "ثم يقول في اللسان:
وحم (بفتح الحاء) الله له كذا وأحمه قضاه قال عمر وذو الكلب الهذلي:
أحم الله ذلك من لقاء
أحاد أحاد في الشهر الحلال
وحم الشيء وأحم أي قدر فهو محموم أنشد ابن برى لخباب بن غزّي:
وأرمى بنفسي في فروج كثيرة
وليس لأمر حمّه الله صارف
وحمّه (بفتح الحاء) .
وقال البعيث:
ألا يا لقوم كل ما حم واقع
وللطير مجرى والجنوب مصارع
قحطت الأرض: قال في اللسان: القحط احتباس المطر وقد قحط بفتح الحاء والقاف وقحط (بكسر القاف والحاء) والفتح أعلى قحطاً وقحطوطاً، وقحط الناس (بضم الأول وكسر الثاني) على ما لم يسم فاعله لا غير قحطاً وأقحطوا وكرهها بعضهم وقال ابن سيدة:
لا يقال: قحطوا (بضم القاف وكسر الحاء) ولا اقحطوا.
وحكى أبو حنيفة:"قحط المطر (ضم القاف) على صيغة ما لم يسم فاعله واقحط على فعل الفاعل، وقحطت الأرض على صيغة ما لم يسم فاعله فهي مقحوطة "قال ابن برى:"قال بعضهم: قحط المطر (بفتح القاف والحاء) وقحط المكان (بفتح القاف وكسر الحاء) هو الصواب "ويقال أيضاً قحط القطر (بضم القاف وكسر الحاء) .
قال الأعشى:
وهم يطعمون إن قحط القطر
هبت بشمأل وضريب
وقال ابن سيدة:"وقد يشتق القحط في كل شيء قلة خيره والأصل للمطر ".
وفي الحديث:" إذا أتى الرجل القوم فقالوا قحطاً قحطاً له يوم يلقى ربه "أي أنه إذا كان ممن يقال له عند قدومه على الناس هذا القول فإنه يقال له مثل ذلك يوم القيامة، وهو دعاء بالجدب فاستعاره لانقطاع الخير عنه وجدبه من الأعمال الصالحة.