ما أحسب ظاهرة من كفر أولئك العُداة الغواة إلا وهي بارزة فيك.. الخمور.. والسفور..
ودواعي الفجور.. وما وراءها من عبادة المادة.. والغفلة الصارفة عن الله..
وحتى (اليوجا) ، عبادة مجوس الهند، قد أصبح لها عندك أتباع!..
كل أولئك بعض ما شهدته على أرضك..
لقد أصبح الإسلام غريباً بل يتيماً لديك..
اللهم إلا هذه المآذن الشاكية أبناءك إلى رب العالمين..
وإلا أن يموت فيك ميت فيدفن في مقابر المسلمين..
دون أن تشيع جنازته بالصلاة من أهله..
لأنهم لم يجربوا ذلك من قبل.. فلا يعلمون كيف يصلون..
حتى تحية الإسلام باتت فيك مستغربة بل مستهجنة..
فنادراً ما تُسمع فتردّ..
ورب محيا بها يكون رده عليها: (أهنا يقال السلام عليكم؟) ..
٧- وا حسرتا عليك.. يا قبرص العزيزة الشاردة..
كل هذا ولما ينقض على مجزرتك بسكاكين الصليبية سوى لحظات من عمر الزمن؟!..
فكيف إذا غبرت على ذلك الأيام والشهور فالسنون؟..
بالأمس قرحت استفافاتك أكباد المسلمين في كل صوب.. فتوجعوا.. وتضرعوا.. وتبرعوا.. واستجاب ربهم البر الرحيم لدعواتهم لخاشعة..
وحرك صفوة من جنوده المؤمنين.. فزرعوا ثراك بالجديد من شهداء الإسلام
تحت راية (الله أكبر) ..
حتى أتم الله نعمته عليك بإنقاذك من السفاحين.. الإنقاذ الذي كان أكبر من الحلم..
وأورثك أرضهم وديارهم وأموالهم.. وأرضاً لم تطئوها..
فما بالك نسيت ذلك كله ورجعت..
رجعت إلى اللهو.. والعبث.. والركُض وراء الدنيا؟..
ألا تخافين أن تعود المأساة لاستكمال فصولها الدامية؟
ألم تسمعي قط بذلك الإنذار الإلهي القائل: {وإن عدتم عدنا} ؟..
حسرتين عليك لا حسرة واحدة يا قبرص..
حسرة لشططك الذي صدك عن سبيل الله..
وحسرة لفقدانك الهادين الجادين الداعين إلى الله..