وعلى هذا فهناك العوالم الغير مرئية كالجن والملائكة ليس في مقدورنا أن نراها لأن هذا فوق مقدرة العين البشرية.. {وَقَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً} .. أفلا يحق لأولئك المستكبرين أن يتدبروا ذلك حتى يؤمنوا..
وعلى نفس المقياس هناك إشعاعات لا نبصرهما بخلاف الأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية وهي أشعة ألفا وييتا وجاما، وكذلك توجد قوى نشعر بآثارها دون أن نراها منها القوة الكهربية والقوة المغنطيسية والجاذبية الأرضية.
ثالثاً: طول كافي للرؤية:
فإذا تناهى الشيء في الصغر عجزت العين عن رؤيته. والإنسان الذي ركب المجهر الذي يكبر الأشياء ٣٠٠ آلف مرة لم يستطع أن يرى الذرة ويسلم بأنها موجودة. وهنا نجد عظمة الخالق في قوله {فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لا تُبْصِرُونَ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} ..
رابعاً: المدة الكافية:
وهو ما يقوم عليه مبدأ عرض الدور المتحركة المتتابعة على شاشات العروض المختلفة مثل التليفزيون حيث أصبح في استطاعة الإنسان أن يتحكم في المناظر الساكنة المنفصلة عن بعضها البعض ليجعل المشاهد يراها وكأن الحياة تدب فيها..
ماذا يحدث؟.. تحكم العلماء في سرعة العرض للمناظر المتتابعة بما يكفي لرسم منظر على شبكة العين وبعده بمدة كافية محددة يلحقه منظر آخر.. وهكذا فيشعر المشاهد أن الأحداث متلاحقة ومتحركة لكنها في حقيقة الأمر خلاف ذلك بحيث أنك في مقدورك أن تحمل في جيبك الشريط الذي يحتوي على كل هذه الأشياء حيث لا حركة فيها ولا انفعالات وعندما تضعه على شاشة العرض تجد الحركة والصخب والصوت والبكاء والكر والفر وكأنها الحياة العادية.