وكما ذكرت منذ البداية، فإن على العالم الإسلامي أن يدرك أن دعاوى الإستقلال السياسي والحدود الجغرافية يجب أن لا تتحول إلى معاول هدم في صرح الأخوة الإسلامية. ولكن علينا أن نؤمن بهذا إيماناً صادقاً يشبه إيمان أولئك المجاهدين الأوائل الذين كان الإخلاص هو شعارهم الوحيد في عهد البعثة النبوية. لو فعلنا هذا لأصبحنا كالقلعة الصامدة الراسخة التي تنكسر عليها أعتى هجمات الأعداء.
فيا أمراء المسلمين وحكامهم ومثقفيهم:
هذه هي أيام قلائل ويقتر بالعام ١٤٠٠ ها هي الفرصة تواتيكم لتحقيق هذا الهدف الذي يصبوا إليه العالم الإسلامي. لماذا لا نستقبل هذا العام باحتفالات مشتركة تكون أول خطوة تشييد صرح الأخوة الإسلامية.
على مر قرون طوال تغافلت كنيسة روما الغربية الكاثوليكية عن ضعف الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية ولم تحرك ساكناً أيام انهيارها ولم تسارع بمعاونتها حين استصرختها بسبب الخلاف المذهبي الذي كان قائماً بين الكنيستين. ولكن بعد مرور ٥٠٠ عام على انهيار الكنيسة البيزنطية نجد كنيسة روما تسعى إلى رأب الصدع القديم وأن تجمع شمل النصارى في العام أجمع. ونجد البابا بولص السادس يزور استانبول في عام ١٩٦٧ ويصلى في آياصوفيا التي كانت كنيسة في العهد البيزنطي.
إن هذا التظاهر بالتقدير الذي تظهره الكنيسة الكاثوليكية للأرثوذكسية بعد مضي قرون طويلة من الخلاف والشقاق لجدير بأن يكون موضع اهتمام المسلمين وأن يفهموا أنه خطر عليهم.
إن آياصوفيا هذه التي زارها البابا بولص السادس وصلى فيها كانت كنيسة في عهد البيزنطيين ولما فتح الأتراك القسطنطينية صلى السلطان محمد الفاتح أول صلاة جمعة في هذا المكان بعد أن حوله إلى مسجد. وهكذا يثأر العالم الصليبي من عالم التوحيد بعد مضي خمسة قرون.