للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سوف ترى إذا انجلى الغُبار

أفرس تحتك أم حمار

وبعد هذه المقدمة القصيرة، نأخذ في الحديث في صلب الموضوع، مستعينين بالله وحده فنقول:

المنزلة هي المكانة والمرتبة، والمراد بها هنا: المرتبة التي تشغلها السنة النبوية في باب التشريع، حيث لا يستغني عنها بوجه من الوجوه، إما مستقلة أو مبنية للكتاب، إذ لابد من عرض كثير من آيات الأحكام عليها، لتفسير المجمل، وتقيد المطلق، وتخص العام، إلى غير ذلك من الأغراض التي تحققها السنة، والدور الذي تمثله – إن صح مثل هذا التعبير.

السنة في اللغة

السنة في اللغة: هي الطريقة: سواء كانت محمودة أو سيئة، ويشهد لهذا المعنى، حديث جرير بن عبد الله البجلي: "من سنّ سنة حسنة، فله أجرها، وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة. ومن سنّ سنة سيئة، فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة " [٨] رواه مسلم في صحيحه؛ ومعنى الحديث: أي من أتى بخصلة حسنة، فله أجرها وأجر من تأسى به وعمل مثل عمله، لأنه الفاتح لباب الخير، والدال عليه بعمله؛ وكذلك الحال بالنسبة للسيئة، لأن من أتى بخصلة سيئة، وتأسى به غيره، فعليه وزرها ووزر كل من تأسى به بعده، لأنه فاتح لباب الشر، وداعٍ إلى الشر بفعله ومبادرته.

ويقول أهل اللغة: السنة: السيرة، حسنة كانت أو قبيحة.

السنة في لسان علماء الشريعة

يختلف علماء الشريعة في معنى السنة اختلافاً لفظياً لا جوهرياً:

فيطلق علماء الأصول لفظ السنة على أقوال الرسول عليه الصلاة والسلام وأفعاله وتقريره - وربما أطلقوها على أعمال الصحابة، كعمل أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما في جمع القرآن، وعمل عمر رضي الله عنه في تدوين الدواوين، ونحو ذلك، وهو مذهب جماعة من أهل الحديث.