ولو نقصت المسافة مثلاً بين الأرض والشمس إلى نصف ما هي عليه الآن لبلغت الحرارة التي تتلقاها الأرض- كما يقرر العلماء- أربعة أمثال حرارتها الحالية، وأصبحت الحياة على سطح الأرض من شدة الحرارة أمراً غير ممكن.
وعلى ذلك فإن الأرض بحجمها الحالي، وبعدها الذي حدده الخالق سبحانه، تهييء للإنسان أسباب الحياة والإستمتاع بها في صورها الفكرية والروحية على النحو الذي نشاهده اليوم في حياتنا.
إن خلق الأرض بهذه الحكمة، والإبداع، والتصميم، لا يمكن أن يكون بمحض الصدفة لا تعي ولا تدبر وإنما تخبط خبط عشواء، ومن ثم أن يكون الذي خلقها خالق قدير عليم مدبر حكيم.
٢- البروتينات:
هي من المركبات الأساسية في جميع الخلايا. وهي تتكون من خمسة عناصر هي: الكربون، والإيدروجين، والنيتروجين، والأوكسجين، والكبريت. ويبلغ عدد الذرات في الجزء البروتيني الواحد ٤٠٠٠٠ ذرة. وإذا قيل أن هذا الكون قد كونته الصدفة، فإن الفرصة التي تتهيأ عن طريق الصدفة لتكوين جزئ بروتيني واحد، لا تكون إلا بنسبة ١: ١٠ ١٦٠، أي بنسبة ١ إلى رقم ١٠ مضروباً في ١٦٠ مرة، وهو رقم لا يمكن النطق به أو التعبير عنه بكلمات. وينبغي أن تكون كمية المادة التي تلزم لحدوث هذا التفاعل بالصدفة بحيث ينتج جزء واحد أكثر مما يتسع له كل هذا الكون بملايين المرات. ويتطلب هذا الجزء على سطح الأرض وحدها عن طريق الصدفة بلايين لا تحصى من السنوات قدرها ١٠ ٢٤٣ سنة، أي عشرة مضروبة في نفسها ٢٤٣ مرة من السنين. وهذا ما قرره بالتجربة العالم السويسري تشارلز يوجين جاى وأن البروتينات تتكون من سلاسل طويلة من الأحماض الأمينية – فكيف تتآلف ذرات هذه الجزئيات؟ إنها إذا تآلفت بطريقة أخرى غير التي تتآلف بها، تصير غير صالحة للحياة، بل تصير سموماً في بعض الأحيان.