والتربية الإسلامية تقوم على تقرير وجود حقائق مادية وحقائق روحية في الوجود وفي طبيعة الإنسان مما جعل هذه التربية مبنية على أساس من الواقعين المادي والروحي للإنسان، تنتظم حياته على أساسهما لأن الإنسان ليس ملكاً يعيش في السماء بروحه وليس مادياً للدرجة التي تجعله منغمساً في الحياة الأرضية لأن له عالمه الروحي الواسع المتعمق في كيانه، فالتربية الإسلامية تقوم على تحقيق التوازن بين الجانبين الروحي والمادي في الحياة الدنيا أولاً والحياة الآخرة ثانياً، وهنا نجد اختلاف التربية الإسلامية عن غيرها من النظم التربوية في إعدادها للإنسان لا للحياة الدنيا فحسب بل للحياة الأخرى أيضاً.
فالتربية تعمل على تكوين أجيال مهذبة راقية قوية صادقة تقوم بواجبها في الحياة وتتحمل مسئوليتها الإنسانية وتعمل على تسخير علمها وحياتها في الفضيلة والخير وتتجنب الرذيلة وتراقب الله في السر والعلانية حتى تظفر بالسعادة والأمن والإستقرار في الحياة الدنيا والثواب والجنة في الحياة الأخرى يقول الله تعالى:{إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى، وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى، جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى} . [٢]