للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويتفق أرسطو مع أستاذه أفلاطون في كثير من آرائه التربوية ويتفقان في أن التربية من وظائف الدولة وأنها تعتمد في تربية الرجل على عاملين هما: الجسم الصحيح السليم وتكوين عادات جسمية مناسبة، ويرى أرسطو أن التربية عن طريق تكوين العادات - الصالحة يجب أن تسبق تربية العقل فكلاهما يهتم بتنمية العقل إلى جانب الجسم باعتبارهما انعكاساً للقوة الإلهية لأن سعادة الإنسان في إيمانه ووحدته مع القوة العليا والإيمان البشري بقوة الإله كفيل بتمكين الإنسان من اتخاذ القرارات الحكيمة في سبل الحياة المختلفة فالتربية عند أرسطو تعني النمو النفسي الجسمي السليم للفرد.

وأهمية آراء أرسطو التربوية أنها كانت نبعاً ثرياً للفكر التربوي الحديث وأساساً بنيت عليه مناهج التعليم بل إن تقسيم أرسطو للمعرفة كان الأساس في المعاهد القديمة إلى القرن الثالث عشر وليس معنى هذا أن آراءه قد نفذت كلها فقد اهتزت كثير من آرائه في عصر النهضة وبعد ظهور التجريب والبحث العلمي وواجهت آراؤه خاصة في الطبيعة نقداً كثيراً وإن ظلت آراؤه في المنطق محوراً للمناقشات.

ويرى (مارتن لوثر) أن معنى التربية وهدفها "هو مساعدة الفرد على فهم التزاماته الإجتماعية التي تجعل في الإمكان تحقيق مجتمع مسيحي سليم، ويتحقق مثل هذا المجتمع إذا عرف المواطنون الله وأطاعوه وإذا قدروا واحترموا الكرامة البشرية سواء بالنسبة لأنفسهم ولغيرهم "، كما يرى أن وظيفة التربية أكبر من مجرد الإهتمام بالناحيتين الدينية والعقلية فعليها أن تهتم بالفرد في نموه الجسمي والإنفعالي.