للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومع ارتباط مفهوم التربية بالدين وتأسيسها على أسس دينية إلا أن اضطهاد الكنيسة للعلماء وتسلطها قد أدى إلى ثورة عامة على الكنيسة ودينها وازدهار العقلية العلمية وانعكس ذلك على تجريد المفهوم التربوي من عنصر الدين وتهكم فرنسيس بيكون (١٥٠١-١٥٥٦) على الآراء القديمة وبناء المعرفة على الغيبيات ومطالبته بتربية الإنسان بطريقة علمية باعتبار أن العلم جدير بإسعاد البشر وتحسين ظروفهم المادية ورفاهيتهم ومع أنه لا يرفض الإلهام الإلهي إلا أنه يرفض أن يلعب ذلك أي دور في التربية التي تقوم على الأسس العلمية فقط وقد تأثر بهذه الآراء عدد من المربين.

أما ج. هـ. بستالوتزي (١٧٤٠-١٨٢٧) فإن التربية عنده: هي نمو جميع قوى الإنسان وملكاته نمواً طبيعياً في اتساق وانسجام كما يرى أن القدرات العلمية تعتمد على العادات التي تكونت من تكرار قوى المتعلم وتدريبه أكثر من الإعتماد على المعرفة البحتة، ويرى الفيلسوف الإنجليزي (هربرت سبنسر) (١٨٢٠-١٩٠٣) أن التربية إعداد للحياة الكاملة ويجب أن تكون المواد الدراسية والطرق التي تدرس بها مما يوصل إلى الحياة الكاملة وهو يهتم كغيره من المربين بالجانب الأخلاقي [٤] .

أما (سير برس تن) فيقول عن التربية:"لقد سلك الناس مسالك مختلفة في التعريف بالتربية ولكن الفكرة الأساسية التي تسيطر عليها جميعاً: أن التربية هي الجهد الذي يقوم به آباء شعب ومربوه لإنشاء الأجيال القادمة على أساس نظرية الحياة التي يؤمنون بها. إن وظيفة المدرسة أن تمنح للقوى الروحية فرصة التأثير في التلميذ تلك القوى الروحية التي تتصل بنظرية الحياة، وتربي التلميذ تربية تمكن من الإحتفاظ بحياة الشعب وتمد يدها إلى الأمام " [٥] .