للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالتربية هي وسيلة المجتمع لأداء وظيفة نقل الثقافة ودعم العقيدة وإرساء المثل والقيم التي يراد غرسها في النشء والمبادئ التي يراد توجيههم إليها، وعن طريق التربية تصوغ الجماعة أفرادها والدول شعوبها وتوجه سلوكهم وأخلاقهم وفق الأهداف التي يسعى المجتمع إليها، ولأن الطفل هو محور العملية التربوية فإن ذهنه وحياته لا بد أن تتشكل بالقالب الذي وضع له وبالعلوم والمعارف التي يزود بها فتهيمن على أفكاره حتى لا يجد في الحياة منظاراًًً غير المنظار الذي أريد له استخدامه في ملاحظاته وتجاربه، فالتربية لذلك تعني "كل عملية أو مجهود أو نشاط يؤثر في قوى الطفل وتكوينه بالزيادة أو النقص أو الترقية أو الإنحطاط سواء أكان مصدر هذه العملية الطفل نفسه أم البيئة الطبيعية أم الإجتماعية بمعناها العام، أو بمعناها الضيق المحدود فالطفل خاضع باستمرار لعمليات تغيير في تكوينه الجسمي والعقلي والخلقي وهذه العمليات هي التربية " [٩] .