الشيخ والآن نتذكر أن هذا الإسلام دعوة الله، لا يملكها أحد ولا تحتكرها أمة.. أخرج الله بها العرب من قوقعة العصبية إلى رحاب الإنسانية.. فهم أحق بشرفها ماداموا في خدمتها، فإذا تخلوا عنها كان كل آخذ بها أحق بذلك الشرف منهم.
التلميذ: كأني بالشيخ الفاضل يردد قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، ومهما نبتغ العزة بغيره أذلنا الله.."
الشيخ: رضي الله عن الفاروق.. إنه حين أرسل كلمته كان ينظر إلى هذه الحقيقة الضخمة بنور الله.. فاسأل ربك من هذا النور يا بني..
التلميذ: اللهم إني أسألك لي ولشيخي من هذا النور ما يعيننا على فهم وحيك..
الشيخ: اللهم آمين.. وفي ظل هذا النور ستدرك يا بني معنى {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} .
التلميذ: كنت على وشك أن أسألك عن هؤلاء الآخرين..
الشيخ: إنهم يا بني جميع الأفراد والأقوام الذين كتب الله لهم الهداية إلى هذا النور.. منذ الصدر الأول حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
التلميذ: وهكذا يجمع الله العرب والعجم على أخوة الإسلام، فلا يبقى لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود فضل إلا بالتقوى.. الموضوعات التي عالجها المؤلف ببراعته وفنه، فأنا أكتفي بما اقتبسته تاركا للقارئ الكريم أن يظفر بمتعته الكاملة حين يخلو إلى (دروس من الوحي) وسيشاركني الرأي بأن المؤلف كثيرا ما يخدع القارئ عن نفسه، ببراعته وحواره البديع، الذي يمسك بأنفاسه، ويغريه بمتابعة القراءة، ظنا منه أنه يقرأ قصة تمثيلية مسلية.. ولكنه لا يلبث أن يدرك أنه وقع في شبكة عالم متبحر، ومفكر عميق التفكير، وداعية إلى الله على بصيرة، وإذا هو يفيد علما، وترشف روحه من منابع الوحي في الكتاب والسنة، وما أكثر ما يجد القارئ نفسه مع المؤلف أمام بحوث علمية عميقة، ولكنها مبسطة، فينال من المتعة الفكرية والروحية أو فى نصيب.