وللتنديد بالدعوات القومية فصول عدة في الكتاب وعلى الخصوص (وسوف تسألون) و (الشرف الباذخ) ، تناول بالبحث قوله تعالى:{لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ..} وقوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلونَ} فبين أن الله سبحانه أنزل كتابه رحمة للعالمين، وهدى للناس أجمعين، ولكنه خص العرب هنا بالخطاب تشريفا لهم باصطفائهم لتبليغه إلى العالم.. وهي الوظيفة التي حولتهم من قبائل مفككه متطاحنة مغمورة إلى أمة رائدة معلمة تحتل أبرز صفحة في تاريخ الدنيا.. وفي الآية الثانية بشرى وإنذارا.. أما البشرى ففي كون هذه الرسالة شرفا لمحمد صلى الله عليه وسلم ولقومه، وأما الإنذار ففي تذكيرهم بمسؤلية الدعوة والحفاظ عليها والتزام سبيلها، وتهديدهم بالحساب على كل تقصير في شأنها..
وينتهي إلى القول:"لقد سقطت فلسطين في أيدي الصليبية من قبل فلم ينقذها سوى الإسلام، ووحد الإسلام العرب، فلم تمزق وحدتهم إلا الدعوات الدخلية التي وفدت من وراء جزيرتهم، وهذا يعني ألا مجد ولا حرية ولا وحدة للعرب إلا بالاستمساك بالإسلام.."ولولا خشية التطويل لنقلت لك الحوار الجميل بتمامه.
وإليك قطعة من (الشرف الباذخ) :
الشيخ: وقد وصفهم الله بالأميين ليذكرنا بقدرته التي كونت من خامات الجاهلية الجهلاء خير أمة أخرجت للناس!..
التلميذ: يا لها من معجزة كبيرة!
الشيخ: بل قل يا له من شرف باذخ، أن يعهد الله بأمانته العظمى إلى هذه القبائل الضالة المتناحرة فيخرجها من الظلمات إلى النور ويبوأها عرش القيادة العالمية!
التلميذ: يا له.. من شرف ياذخ! ..
الشيخ: يا بني.. إنه الشرف الذي تقرأه في قوله تعالى:{لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ؟} .
التلميذ: وأي ذكر للعرب أفخر من أن يقترن اسمهم برسالة الإسلام!