للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويتجلى مدى انتشار الدعوة الإسلامية في الهند وتوطد أركانها في أرجائها من الملامح الخالدة التي نراها في هذه البلاد. ومنها:

١- انتشار مراكز الثقافة الإسلامية والعربية في أرجائها، ولا تزال هذه المركز تتدفق حماساً ونشاطاً للمحافظة على مسلمي الهند في نشر الدعوة الإسلامية وتطويرها، التي ورثها منذ أن استنارت الهند بنورها عقب انبثاق فجرها وتحمسوا لخدمتها بعدين عن مآرب الحكم السياسي أو الفتح العسكري أو جاه أو مال.

٢- انتشار اللغة العربية وأثرها في اللغات الهندية وآدابها وكذلك التراث العلمي والإسلامي الخالد لعلماء الهند المسلمين. ويبدو أثر هذا الإنتشار في حركة التأليف والنشر باللغة العربية التي قام بها هؤلاء العلماء في فترات التاريخ وفي شتى فروع العلوم الإسلامية والعربية. وكان شعار المسلمين في الهند منذ العهد الأول الإعتناء باللغة العربية والتمسك بها لكونها لغة القرآن الكريم وعلوم الدين الحنيف، وفضلاً عن أنها كانت من العوامل الرئيسية التي ساعدت على توثيق عرى التعارف والتفاهم بين الأمتين العظيمتين الهندية والعربية.

وجدير بالذكر أن كثيراً من المؤلفات العلماء الهنود قد تخطت شهرتها جدود الهند واحتفي بها علماء العرب والعجم واعترفوا لها بالدقة والإتقان وغزارة المادة والنفع العام. ونرى علماء الهند في بعض فترات التاريخ في مقدمة المؤلفين في العلوم الدينية وانتهت إليهم رئاسة التدريس والتأليف في فنون الحديث وشروحه وكذلك في السيرة النبوية وحكم التشريع الإسلامي.

٣- انتشار معالم الحضارة الإسلامية في جميع أرجاء الهند المتمثلة في الآلاف المؤلفة من المساجد والقلاع الفخمة التي بناها المسلمون والتي تنطق بروعة الفنون العربية الإسلامية وبراعتها.