للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثاني أن يعد ومن نيته أن يبدو له فيخلف من غير عذر له وكلا الأمرين من كبائر الإثم، وخلق من أخلاق النفاق قال الله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لنصدقكن وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ} .

ومعنى قوله عليه الصلاة والسلام: " وإذا خاصم فجر " أي خرج عن الحق عامداً، وفي سنن أبي داود عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع " وفي رواية له أيضاً: "ومن أعان على خصومة بظلم فقد باء بغضب من الله " ومعنى قوله عليه الصلاة والسلام: "وإذا عاهد غدر " أي نقض العهد والعقد والمواثيق التي تراضى عليها العباد واشتملت على مصالحهم والله تعالى وصف المؤمنين بأنهم لأماناتهم وعهدهم راعون، والمنافق لا هم له إلا مصلحته الذاتية فإذا لاحت له نقض للوصول إليها العهود، والمواثيق، وداس الأخلاق وتخطى الحواجز والموانع، هذه معاملتهم للخلق وتلك معاملتهم للخالق سبحانه.

نبذهم اوحي