للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} وهم يعلمون من أنفسهم أنهم كاذبون قال تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} أي كاذبون في اعتقادهم وفي أنفسهم. وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أربع من كن فيه كان منافقاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف وإذا خاصم فجر وإذا عاهد غدر "، وخرجاه في الصحيحين أيضاً من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان "وفي رواية لمسلم "وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم ".

خلف الوع د

هذا فرع من الكذب لكنه من أخطر أنواع الكذب وأضرها بمصالح الناس، فإن الموعود يترك مصالحة الحقيقية للمصالح المظنونة فتفوته مصالحه كلها، ويذهب وقته بلا عوض وتضيع حقوق العباد المنوطة بالموعود، وخلف الوعد يزرع العداوة والبغضاء والحقد، ويؤدي إلى الإنتقام وإثارة الفتن، وينزع الثقة والصدق من صاحبه وما أكثر هذا الخلق البغيض من الكثرة الكاثرة من أرباب الوظائف المتولين أمور الناس، فهم يعدون ولا يوفون، ويقولون ولا يفعلون، فالمواعيد عندهم لا تنتهي حتى تبدأ، وقد يموت من يبتلى بهم وحاجته في صدره فتموت معه، وخلف الوعد على نوعين أحدهما أن يعد ومن نيته ألا يفي بوعده وهذا أشر الخلق ولو قال أفعل كذا إن شاء الله تعالى ومن نيته ألا يفعل كان كذباً وخلفاً.