للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أصل الولاء هو المحبة وأصل العداوة البغض والمنافقون يحبون الكفار ويبغضون المؤمنين ولذلك يتخذونهم أولياء من دون المؤمنين، فيعاشرون الكفار ويصادقونهم ويصافونهم ويودونهم، مرة لأنهم يريدون ارتفاع المنزلة والمكانة، وتعزيز أمرهم أمام الناس، فهم يلوذون بالكافرين ظانين أنهم يملكون شيئاً من الرفع والخفض بما عندهم من مال وأسباب، ولو كانت قلوبهم سليمة من المرض لعلموا أن مالك العزة رب العزة وأنها لا تنال إلا بطاعته قال تعالى: {بشر المنافقين بأن لهم عذاباً أليماً الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً} وحيناً يوادون الكفار طمعاً وأملاً في أن يصرفوا عنهم المكاره، وأن يكونوا في صفهم عندما تدور الدوائر، وتختلف الأحوال قال تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ} فهم عندما يرون حال الإسلام في ضعف والكفر ظاهر في الأرض يقفون مع شهود الأسباب الظاهرة ويظنون بالله ظن السوء، يظنون إن إدالة الكفر إدالة مستقرة، وأن أمر الإسلام مضمحل ولذلك يسارعون في تولي الكافرين فرد عليهم ظن السوء الذي أسروه بقوله: {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ} وعسى من الله تعالى وعد لا يتخلف والفتح ظهور المسلمين على الكافرين، وأمر الله تعالى كل ما يندفع به شر الكافرين لصالح الإسلام والمسلمين مما لا صنع فيه وهناك يندم المنافقون على ما في أنفسهم، تتغير الموازين، وتبطل الأسباب التي تخيلوها قال تعالى: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} .