وعن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: إنه يجر على القائم به معاداة الناس وكراهيتهم، ويجلب الأذية لصاحبه، وخير منه المجاملة والمداهنة وهلم جراً.
اجتماع النفاق والإيمان:
قد يجتمع الإيمان والنفاق العملي في العبد فيكون مؤمناً بما معه من حقيقة الإيمان منافقاً بما فعل من الأعمال فقد روى الإمام أحمد بسند جيد من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"القلوب أربعة قلب أجرد فيه مثل السراج يزهر وقلب أغلف مربوط على غلافه وقلب منكوس،وقلب مصفح فأما القلب الأجرد فقلب المؤمن فسراجه فيه نوره، وأما القلب الأغلف فقلب الكافر، وأما القلب المنكوس فقلب الخالص عرف ثم أنكر، وأما القلب المصفح فقلب فيه إيمان ونفاق ومثل الإيمان فيه كمثل البقلة يمدها الماء الطيب ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها القيح والدم فأي المادتين غلبت على الأخرى غلبت عليه " وقوله أجرد متجرد مما سوى الله ورسوله فأحب الحق وآثره والقلب الأغلف الداخل في غلافه وغشائه والقلب المنكوس المنكب كالإناء المنكوس على وجهه فلا يصل داخله هدى، والقلب المصفح المائل فيه إيمان ونفاق.