وانطلقت به رضي الله عنها إلى ابن عمها ورقة بن نوفل بن أسد، وكان امرأ قد تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي بصره. فقالت له خديجة:"يا ابن عم اسمع من ابن أخيك"، فقال له ورقة:"يا ابن آخي ماذا ترى؟ "فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى، فقال له ورقة:"هذا الناموس [٢] الذي نزل الله على موسى ليتني أكون فيها جذعا. يا ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك"، فقال صلى الله عليه وسلم:"أو مخرجي هم؟ "قال: "نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا". ثم لم يلبث ورقة أن توفي فتر الوحي ... وأثناء فترة الوحي تبدى له جبريل عليه السلام في صورته الملائكة وقد سد الأفق، وله ستمائة جناح ثم أخذ يدنو منه؟ ويتدلى حتى كان منه قاب [٣] قوسين أو أدنى فأوحى الله إليه ما أوحى، ونزل عليه قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنْذِرْ. وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ. وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ. وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ. وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ. وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} .