إنه على رأس الأربعين من عمره المبارك نبئ صلى الله عليه وسلم، إذ جاءه الحق وهو بغار حراء بعد أن كان قد حبب إليه الخلاء وكان ذلك في شهر رمضان حيث نزل عليه جبريل عليه السلام وهو به فضمه إلى صدره وأرسله ثلاث مرات وهو يقول له: اقرأ، فيرد قائلا:"ما أنا بقارئ". وفي الرابعة قال:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق. خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} . فذهب بها صلى الله عليه وسلم إلى زوجه خديجة رضي الله عنها يرجف بها بوادره، وهو خائف على نفسه. فهدأت رضي الله عنها من روعه، وسكنت من اضطراب نفسه وهي تقول له:"والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق".