للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ودخل عمار بن ياسر وقد أثقلوه بحمل اللبن فقال: "يا رسول الله قتلونى يحملون علي مالا يحملون"فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفض وفرته بيده وهو يقول: "ويح ابن سمية ليسوا بالذين يقتلونك: إنما تقتلك الفئة الباغية".

ولم تدر السنة حتى استجمع للرسول صلى الله عليه وسلم إسلام الأنصار فلم يبق دار من دور الأنصار إلا أسلم أهله إلا ما كان من ثلاث أو أربع بيوتات من الأوس فإنهم بقوا على شركهم، وتم بناء المسجد والحجرات في خلال تلك السنة، وأول خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة تلك التي رويت عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ونصها: "أنه قام فيهم فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال أما بعد ... أيها الناس فقدموا لأنفسكم. تعلمن والله ليصعقن أحدكم ثم ليدعن غنمه ليس لها راع، ثم ليقولن له ربه، وليس له ترجمان ولا حاجب يحجبه دونه: ألم يأتك رسولي فبلغك؟ وآتيتك مالا وأفضلت عليك فما قدمت لنفسك؟ فلينظرن يمينا وشمالا ثم لينظرن قدامه فلا يرى غير جهنم، فمن استطاع أن يقي وجهه من النار ولو بشق تمرة فليفعل، ومن لم يجد فبكلمة طيبة، فإن بها تجزى الحسنة عشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف. والسلام عليكم ورحمة الله وبركا ته.."