للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومع ذلك فإننا نلحظ في الدول التي أخذت بنظام تحديد النسل كثيرا من المشكلات الاقتصادية والتفكك الأسري والحيرة في أوساط الشباب بل إن دولا إسلامية أخذت بهذا النظام وجندت له الأموال والإمكانيات المختلفة وجعلت لها مصالح قائمة بهذا الأمر إلا أنها فشلت في ذلك لتعارض الفكرة مع الفطرة السليمة بله المسلمة وارتفعت فيها نسبة المواليد بنسب عالية وكبيرة، وتطالب التربية القرآنية للفرد من الإنسان البعد عن الفواحش خاصة الزنا ففي سورة الأنعام {وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} وفي سورة الإسراء تحديد الزنا باعتباره فاحشة وفي السورتين ربط بين ثلاثة أنواع من القتل، قتل الأولاد خشية الفقر وقتل ناشئ عن الزنا ثم قتل النفس التي حرمها الله.

وعن القتل الناشئ عن الزنا يقول المرحوم سيد قطب: "إن في الزنا قتلا من نواحي شتى، إنه قتل ابتداء لأنه إراقة لمادة الحياة في موضعها، يتبعه غالبا الرغبة في التخلص من آثاره بقتل الجنين قبل أن يتخلق أو بعد أن يتخلق قبل مولده أو بعد مولده. فإذا ترك الجنين للحياة ترك في الغالب لحياة شريرة أو حياة مهينة فهي حياة مضيعة في المجتمع على نحو من الإنحاء وهو قتل في صورة أخرى للجماعة التي يفشو فيها فتضيع الأنساب وتختلط الدماء وتذهب الثقة في العرض والولد وتتخلل الجماعة وتتفكك روابطها فتنتهي إلى ما يشبه الموت بين الجماعات.