للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقفنا خمس دقائق تقريبا ولا يزال نفسنا في شدته من الجري فإذا الحافلة تقف بجانبنا فصعدنا وأخذنا مقاعدنا، وإنهم على سرعتهم تلك لا تجدهم يتزاحمون مطلقا في جميع معاملاتهم فالأول يأخذ مكانه ولا يتقدم عليه أحد، وهكذا الذي يليه دون أن يمس اللاحق السابق، أو يكلمه كلمة واحدة، بخلاف الحال عندنا فإنك تجد العدد القليل يتزاحم ويدفع كل واحد الآخر ويكذب بأنه أسبق من غيره، لذلك تجد الصف الطويل في بلاد الغرب ينتهي بسرعة مذهلة، وترى أقل من ذلك بكثير في الشرق يضيعون وقتهم في التدافع والخصام وتحطيم أبواب الحافلات والكذب.

سارت الحافلة، وأخونا أحمد سعد يشرح لنا بعض المعالم على يمين الطريق وشمالها: هذا مصنع كذا، وهذا مبنى كذا، وهذا مرقص، وهذا بار، والأرض كلها خضراء ما عدا الطريق والحيوانات تنتشر في المزارع.

محطات القطار:

وعندما وصلت الحافلة إلى المحطة أخذ الناس في الخروج منها والدخول إلى محطة القطار مسرعين، فما هي إلا لحظات حتى قطعنا التذاكر ووقفنا على جانب خط القطار، فإذا هو مقبل يجر عرباته الكثيرة فوقف ودخل الناس من كل باب وكل واحد أخذ مكانه، إن شاء أن يرتاح من رائحة التدخين فلكارهي التدخين أجنحة أخرى وهكذا نجد مواصلات الغرب في القطار وفي الطائرة وفي الباخرة وفي السيارة يخصصون أماكن منها لغير المدخنين. إنهم يحترمون - على الأقل- المال الذي قدمته من أجل راحتك فعيب عليهم أن يقلبوا لك ظهر المجن فيزعجوك.

في قاعات المطار إلى نيويورك: