للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكنا خلال هذه الأيام التي قضيناها في المؤتمر بأنديانا نلتقي ببعض الطلبة المسلمين الصالحين من المملكة العربية السعودية وغيرها فنجد فيهم روح الشباب المسلم الغيور على دينه المحب لتقدم بلاده على أساس الإسلام الذي لا تقدم لأي بلد بدونه، وإن ظهرت بعض الثمار لجهود مادية بذلها الناس في بعض الشعوب، فإن ذلك في الحقيقة ليس تقدما إلا في ميزان الإنسان الذي خرج عن فطرته التي فطره الله عليها لما يشاهد من ويلات وآثار سيئة في حياة هذه الشعوب التي تسمى المتقدمة، وليس الخبر كالعيان كما يقال.

لقد كان هؤلاء الطلاب يبثون شكواهم من حالة أكثر زملائهم الذين ابتعثوا لتلقي العلوم النافعة ليعودوا إلى بلادهم روادا متفانين في رفع مستواها العمراني- مادية ومعنوية- ولكنهم ذابوا في المجتمع الغربي وخلعوا ثياب شخصية الآباء والأجداد وانغمسوا في الشهوات والملذات القذرة ففقدوا شخصية المسلم المعتز بدينه وعقيدته ولم يصلوا إلى شخصية الغربي المبدعة في العلوم المادية، بل تسيبوا وأصبحوا وصمة عار على بلادهم، ومنهم من جمع مع ذلك الانخراط في صفوف منظمات الحادية أو ماسونية أو قومية حاقدة على الإسلام والمسلمين.

وطلب منا هؤلاء الأخوة الغيورون أن ننقل هذه الشكوى إلى من يعنيهم الأمر في هذه البلاد التي لم يبق للمسلمين أمل واضح إلا فيها وهكذا تكررت شكوى الصالحين في كل مدينة زرناها في الولايات المتحدة.

لسعات عقارب منفرة ولدغات ثعابين قاتلة: