وكنت من خلال الترجمة التي تعاقب عليها أربعة أشخاص أجد بعض المطبات التي أحتاج إلى الاستفسار والسؤال فيها، وكلما وجدت مطباً طلبت إزالته من الطريق. وهكذا.
مفتاح قفل البشرية الشهادتان:
وفي ختام المؤتمر طلبت فرصة لإلقاء كلمة ولم يسمح لي إلا بخمس دقائق، وكنت آسفا على هذا الضغط الشديد للوقت الذي سمح لي فيه بالكلام، فقد صبرت ثلاثة أيام متوالية على سماع كلام لا أفهم منه إلا النتف التي يلقى المترجم إلى كلماتها ثم يحال بيني وبين ثلاثين دقيقة على أكثر تقدير؟
ولكني استعنت بالله تعالى ووجهت للحاضرين كلمتي وخلاصتها أن جميع العلوم لو طوعت في إصلاح الإنسان الفرد والأسرة والمجتمع لا يسعها أن تصل إلى تلك الغاية ما لم يكن الإصلاح الأول بكلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه الإصلاح بهذه الكلمة يجعل الإنسان عبدا وحده، ولا يتلقى إلا من رسوله صلى الله عليه وسلم فيكون صلاحه نابعا من داخل نفسه والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
ولذلكَ يجب أن يكون علم الاجتماع وعلم النفس وغيرها من العلوم التي يراد بها إصلاح الإنسان، وهي ما تسمى بالعلوم الإنسانية، أن تكون كلها مستمدة من هذا الأصل الأصيل ثم مقتضياته التي فصلها الكتاب والسنة وإلا فإننا سنبقى نحاول عبثاً إصلاح هذا الإنسان كما هو حاله الآن.