للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شاب أمريكي مسلم طموح:

وكان من ضمن المشتركين معنا شاب أمريكي لا يتجاوز عمره الخامسة والعشرين، في تقديري اسمه عثمان لو لن يحضر رسالة الماجستير في جامعة بنسلفانيا، لا أذكر عنوان رسالته الآن، ولكن موضوعها يدور حول مقاصد الشريعة الإسلامية في التخطيط المعماري أي كيفية بناء العمارة الإسلامية الشرعية، والشوارع وغير ذلك والأخ عثمان شاب مسلم متحمس يتكلم باللغة العربية، وإن كان ذلك بصعوبة، ويكتب بها أيضاً وقد قرأ بعض الكتب الإسلامية المهمة مثل كتاب الموافقات للشاطبي وكتاب إعلام الموقعين لابن القيم وغيرهما كثير، وهو يفهم فهماً جيداً إلا أنه يبدو عليه نوع من التكلف الذي يدفعه إلى الاستشهاد بنصوص إسلامية من الكتاب والسنة ومن أقوال العلماء قد لا تكون في محلها، لذلك ناقشته كثيراً حتى فهمت مراده ونصحته بألا يقحم نصاً من النصوص في أي موضوع إلا بعد فهمه فهما جيدا أنه في محله، وهو في الحقيقة طالب علم يريد الحق، ولذلك لم يتردد في قبول نصيحتي..

وعندما سألت الأخ عثمان عن أسرته وموقفها من الإسلام أجاب أنه يحاول بجد إقناع أبويه بالدخول في الإسلام، وأنهما راضيان عن إسلامه ولكنهما لا يحبان الالتزام بأحكام الإسلام.

العقول المهاجرة:

تناولنا بعد ذلك طعام الغداء وعاد بنا الأخ محمود إلى الفندق وفي يوم الثلاثاء ٢٩/ ٧/ ١٣٩٨ هـ كنا على موعد مع الطبيب الباكستاني المسلم الذي يحمل الجنسية الأمريكية، إنه من العقول المهاجرة، (شهيد أطهر) من أجل الكشف الطبي العام، نقلنا إلى المستشفى الأخ السوداني عز الدين يوسف علي وهو طبيب أيضاً ضويق في بلاده فهاجر إلى بلاد الكفر التي تتلهف لاقتناص أي إنسان نافع، بخلاف كثير من بلدان العالم الإسلامي. وقد ذكر لي الأخ عز الدين أنه قد تم تعاقده مع جامعة الرياض ليكون مدرساً في كلية التربية: الطب النفساني.