وكان الكشف عند الدكتور شاملا لتحليل الدم والكشف على القلب، ثم حولني إلى الأشعة للكشف العام، وكنت قد تناولت طعام الإفطار الذي لم يكن في ذلك اليوم ضعيفاً كالمعتاد، فطلب مني أن أعود غدا الأربعاء صائماً ففعلت- المقصود بالصوم هنا الصوم اللغوي- إلا أنه تم الكشف على الأعصاب.
وفي يوم الأربعاء٣٠/ ٧/ ٩٨ نقلنا الأخ السوداني عوض عثمان بسيارته إلى المستشفى لأن الأخ عز الدين يوسف الطبيب الذي نقلنا بالأمس كان على موعد لدخول المستشفى لإجراء عملية جراحية خفيفة (وقد اتصلنا به من ديترويت وفهمنا أن العملية كانت ناجحة فحمدنا الله على شفائه) .
أتعبوني:
وبعد انتظار قليل نادت الممرضة المختصة في بعض أقسام الأشعة ذاكرة لقبي: قادري، ولكن بنطق لم يفهمه إلا زميلي الدكتور فقمت ودخلت غرفة صغيرة فخلعت ملابسي ولبست اللباس الرسمي الذي كدت أفر من المستشفى لنفوري منه، ولكني وقد وقعت لابد من إتمام المشوار، فعزمت على زميلي الدكتور أن يدخل معي بحجة أني لا أقدر على التفاهم مع هؤلاء الناس (وكان ذلك خوفاً من الخلوة بأجنبية) فكان لي ما أردت.
كنت أظن أن الزمن إذا طال بي هو ربع ساعة، وكان في أول الأمر ربع ساعة فعلا وظننت أن الأمر انتهى، ولكن الممرضة قالت لزميلي انتظر ربع ساعة خارج الحجرة، ثم عودا وعند تمام خمس عشرة دقيقة تماماً قبل أن نتحرك خرجت وتنادينا للدخول وهكذا تكرر الأمر لمدة لا تقل عن خمس ساعات، كانوا يطلبون مني أن أنقلب على جنبي الأيمن فيكشفون على الجنب الأيسر ثم العكس ويحركون الآلة فتقف وأقف أنا معها شئت أم أبيت، ثم يضغطون عليها لتنام فتنيمني معها كذلك وكانوا في كل مرة يطلبون مني أن أكتم أنفاسي فأكتمها حتى تكاد نفسي تخرج لولا أن الأجل لم ينته بعد، وهم يسرعون في إجراء الكشف فأستعيد نفسي.