وكانوا يسقونني باستمرار سوائل ملونة مرة ملء كوب الشرب أشرب بنفسي الكوب، ومرة في كأس صغير بواسطة أنبوب صغير من البلاستيك مثل أنبوب شراب الليمون ونحوه، وكان مذاق تلك السوائل صعباً علي فكنت أشربه وأكاد أتقيأ، وزاد الطين بلَة أن بطني امتلأ فلم أقدر على أن أزيده ولكنهم صمموا على المزيد حتى أنقذني الله منهم فخرجت ولبست ثيابي وقلت للدكتور اذهب بنا قبل أن يتذكروا شيئاً فينادوننا مرة أخرى.
ومررنا بالطبيب الدكتور (شهيد أطهر) وأخبرنا ببعض النتائج الأولية من الكشف الذي حصل عنده، وكتب لنا بعض الأدوية، ووعد ببعث النتيجة النهائية إلينا في المدينة لذلك أخذ العنوان عنده.
ألا يعلم من خلق؟
وكنا ننتظر أن يعود إلينا الأخ عوض عثمان لنقلنا في سيارته ولكنه اضطر لمرافقة الأخ الدكتور مالك بدر رئيس قسم علم النفس بجامعة الخرطوم والذي كان من المشتركين في المؤتمر، وهو رجل متحمس للإسلام ومقبل على استخراج قواعد علم النفس من الكتاب والسنة، مقتنع بأن القرآن كله ما نزل إلا لإصلاح النفس الإنسانية، وكل من التمس إصلاح هذه النفس من خارج كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فإن مآله إلى الفشل لأن الخالق أعلم بخلقه وقد أنزل لهم ما يصلحهم. وقد نبهت الأخ مالكا إلى نهج ابن القيم رحمه الله في استخراج المعاني النفسية من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. كان الأخ عوض يرافقه في بعض أسواق المدينة ولكنه لم يتركنا بدون أن يعمل على مساعدتنا لكوننا كنا في انتظاره، فأخبر بعض المسئولين عن الاتحاد فبعثوا لنا شابا لبنانياً لا يزيد عمره في الغالب عن سبع وعشرين سنة، واسمه ناظم محمد سعيد منقاره. نال شهادة الليسانس من الجامعة اللبنانية في بيروت، حاز الأولية في دفعته. كما نال الماجستير بامتياز في الفيزيا من إحدى الجامعات الأمريكية وشهادة الماجستير في الكمبيوتر أيضاً، وقدم رسالتين فيهما.