فهؤلاء الصنف من البشر بدل أن يستأنفوا الطريق لإصلاح الخطأ يجمعون إلى جهلهم أو عجزهم اتهام الإسلام تبرئة لنفوسهم الجاهلة العاجزة المريضة وتسويغا لما يكون من انحرافهم عن جادة الصواب والعياذ بالذي قال في كتابه - وهو أصدق القائلين -: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} .
أما الصنف الثاني فهو أولئك الذين يمثلون ظاهرة التخلف عن طريق الإسلام في دعوته إلى العلم والمعرفة، والالتزام النفسي أمام انتصارات أولئك الذين يمسكون اليوم بزمام الحضارة الحديثة وقد جمعوا العلوم المادية من أطرافها، وباتوا يطالعون العالم كل يوم بحديد.
فهؤلاء لا يحملون جهلهم وانهزامهم ويسكتون, بل يحاولون أن يتمسحوا بأذيال الإسلام فيفترون عليه الكذب بما يكون من قالتهم:"الدين لا يرضى بالصعود إلى القمر - مثلا - وهذا أمر يجوز, وذلك في نظر الإسلام لا يجوز.."إلى آخر ما ترى وتسمع من الجود بالفتاوى وطرح الأحكام.