أما كيفية اغتسال الجنابة المشار إليه في طلب الاغتسال للجمعة في الحديث السابق: فقد ورد كاملاً في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة: يبدأ فيغسل يديه ثم يفرغ يمينه على شماله فيغسل فرجه ثم يتوضأ وضوءه للصلاة ثم يأخذ الماء فيدخل أصابعه في أصول الشعر حتى إذا رأي أن قد استبرأ حفن على رأسه ثلاث حفنات، ثم أفاض على سائر جسده ثم غسل رجليه"[٢٠] .
الحكمة من غسل الجمعة:
يستفاد من الأحاديث الواردة في غسل الجمعة- وقد سبقت الإشارة إلى بعضها- إلى أن هذا الاغتسال ضرب هام من التشريع العملي في مجال النظافة البدنية لكل مسلم.. وهو يشير إلى ما ينبغي سلوكه على المسلمين من الاهتمام بنظافة ثيابهم ومساكنهم وأماكن عملهم وبالجملة ينبغي أن يصل أثره إلى كل مظهر من حياتهم الاجتماعية.
كما أن طلب الاغتسال في يوم الجمعة بذاته ما يشير إلى ما ينبغي أن يكون لهذا اليوم من الأهمية في حياة المسلمين باعتباره عيدهم الأسبوعي..
ومن جهة ثالثة: فإن الأمر بإزالة كل ما يتأذى به المسلمون المجتمعون في المساجد من قذر أو روائح كريهة دلالة واضحة على اهتمام الإسلام بمشاعر الناس والمحافظة على راحتهم ورفع كل ما يؤذيهم حتى تسود روح الألفة والمودة بينهم.. وبذلك يكون المسلمون قد تحققوا بقوله تعالى:{يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ..}[٢١] ..