للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذهب الظاهرية إلى أن وقت الاغتسال يمتد من طلوع الفجر يوم الجمعة إلى نهاية عصرها فيجزئ وقوعه في أي جزء من هذا الوقت ولو بعد صلاة الجمعة. واستدلوا بالأحاديث التي أطلق فيها الاغتسال في يوم الجمعة كحديث أبي هريرة؛ وقد تقدمت الإشارة إلى بعضها وهو صادق بأي جزء من يوم الجمعة حتى يبقى من قرص الشمس مقدار ما يتم غسله قبل غروب آخره.. وأفضله أن يكون متصلا بالرواح وهو لازم للحائض والنفساء لزومه لغيرهما.. [١٧] .

والواقع أن رأي المالكية هو الظاهر- لمن يريد حضور الجمعة- لأن الاغتسال لإزالة الروائح الكريهة، والمقصود عدم تأذي الحاضرين المجتمعين لصلاة الجمعة، وذلك لا يتأتى بعد إقامة الجمعة.. كما أن الاغتسال في أول اليوم مع وجود الفاصل الكبير بينه وبين الصلاة يفوت الغرض الذي شرع الاغتسال لأجله.. والله أعلم [١٨] .

كيفية الاغتسال للجمعة وفضيلته:

الاغتسال للجمعة لا يختلف في كيفيته عن الاغتسال للجنابة في أركانه وسننه وفضائله:

أما التصريح بكونه مماثلا لغسل الجنابة، فقد جاء واضحاً في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنه، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقره، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر.." [١٩] .