رابعا: أنهم خرجوا عن طاعة ولي الأمر في هذه البلاد الإسلامية التي هي قلب العالم وحكومتها هي الحكومة التي تحكم بشريعة الإسلام في هذا العصر وقد نشأ السعوديون من هذه الفئة المعتدية ونشأ آباؤهم من قبلهم كما نشأ غيرهم في ولايتها في أمن وطمأنينة لكن هكذا شأن اللئام إنكار الفضل والإحسان.
ومن الذي يجحد فضل الملك عبد العزيز رحمه الله وما ساقه الله على يديه من الخير العظيم والنفع العميم في توحيد الجزيرة العربية وحكمها بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإحلال الأمن والاستقرار فيها محل الذعر والخوف والسلب والنهب ومن بعده الملك سعود رحمه الله الذي فتح الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة في عام ١٣٨١هـ لأبناء المسلمين من كل مكان يتعلمون فيها العلوم الشرعية ويتثقفون بالثقافة الإسلامية الخالصة النقية ثم يعودون إلى بلادهم دعاة إلى الخير وهداة إلى الصراط المستقيم. ومن الذي يجحد فضل الملك فيصل رحمه الله الذي قاد السفينة أكثر من عشر سنوات وسار فيها بجد وحزم وقوة ويقظة ومواصلة العمل في المصالح العامة في الليل والنهار حتى وافته المنية وهو مكب على عمله في مكتبه ومن بعده خلفه في السير على درب الخير أخواه جلالة الملك خالد وسمو ولي العهد الأمير فهد. ونسأل الله عز وجل أن يثبت حكومتهما السنية على دينه والاستمساك بهدية والالتزام بأمره ونهيه إذ أن ذلك هو السبب الحقيقي لاستمرار النصر والتأييد.
خامسا: أنهم فيما ذكر عنهم أقدموا على عملهم الشنيع معتمدين على أحلام منام أصبحوا نتيجة لها في خبر كان ودخلوا التاريخ أسوأ دخول وأعادوا إلى الأذهان حادثة اعتداء القرامطة في المسجد الحرام وقتل الحجاج فيه سنة سبع عشرة بعد الثلاثمائة من الهجرة.