سادسا: أن الزمان الذي ينزل فيه عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام من السماء ويخرج فيه المهدي والدجال يختلف عن الزمان الذي نعيش فيه كما ترشد إلى ذلك الأحاديث الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، من ذلك ما في صحيح مسلم من أن عيسى عليه الصلاة والسلام يقتل الدجال ويرى أصحابه دمه في حربته ومنها الحديث الدال على أن مركوب الدجال حمار عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعاً وهو حديث صحيح أخرجه الإمام أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه ومنها حديث أبي هريرة في صحيح مسلم أن المسلمين يغزون الروم وفيه فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح خلفكم في أهليكم فيخرجون وذلك باطل فإذا وصلوا الشام خرج ومنها حديث ابن مسعود في صحيح مسلم في غزو المسلمين الروم أيضا وفيه فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك فجاءهم الصريخ أن الدجال قد خلفهم في ذراريهم فيرفضون ما في أيديهم ويقبلون فيبعثون عشرة فوارس طليعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ أو من خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ"، ومنها الحديث الذي أخرجه أحمد في مسنده عن عكرمة بن خالد قال حدثني فلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال:"نال رجل من بني تميم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لا تقل فيهم إلا خيرا فإنهم أطول الناس رماحا على الدجال".
فهذه الأحاديث تشعر بأن من السلاح المستعمل في ذلك الزمان الحراب والسيوف والرماح وأن من الدواب التي تركب الحمر والخيل وأن المسلمين يغزون الروم عند خروج الدجال مجاهدين في سبيل الله مستخدمين الخيل ويدل لبقاء الخيل وجهاد المسلمين عليها في سبيل الله في المستقبل قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته:"الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة".