ثانيا: أن الصحيح من الحديث كما أنه موجود في الصحيحين فهو موجود خارجهما في الكتب المؤلفة في الحديث النبوي كالموطأ وصحيح ابن خزيمة وصحيح ابن حبان ومستدرك الحاكم وجامع الترمذي وسنن أبي داود وسنن ابن ماجة والدارقطني والبيهقي وغيرها وهو أمر واضح غاية الوضوح.
ثالثا: أن المقبول من الحديث عند المحدثين أربعة أنواع هي الصحيح لذاته، والصحيح لغيره، والحسن لذاته، والحسن لغيره؛ ومعلوم أن الحديث الصحيح موجود في الصحيحين وفي غيرهما أما الحسن فوجوده في غير الصحيحين وقد ذكر هذه الأنواع الأربعة العلماء ومنهم الحافظ ابن حجر في شرحه نخبة الفكر حيث قال:
"وخبر الآحاد بنقل عدل تام الضبط متصل السند غير معلل ولا شاذ وهو الصحيح لذاته وهذا أول تقسيم المقبول إلى أربعة أنواع لأنه إما أن يشتمل من صفات القبول على أعلاها أولا، الأول الصحيح لذاته والثاني إن وجد ما يجبر ذلك القصور ككثرة الطرق فهو الصحيح أيضا لكن لا لذاته وحيث لا جبران فهو الحسن لذاته وإن قامت قرينة ترجح جانب قبول ما يتوقف فيه فيكون الحسن أيضا لكن لذاته".
رابعا: أن العلماء قسموا الصحيح إلى سبع مراتب مرتبة حسب القوة على النحو التالي:
١- صحيح اتفق على إخراجه البخاري ومسلم.
٢- صحيح انفرد بإخراجه البخاري عن مسلم.
٣- صحيح انفرد بإخراجه مسلم عن البخاري.
٤- صحيح على شرطهما معا ولم يخرجاه.
٥- صحيح على شرط البخاري ولم يخرجه.
٦- صحيح على شرط مسلم ولم يخرجه.
٧- صحيح لم يخرجاه ولم يكن على شرطهما معا ولا على شرط واحد منهما.