للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو نقد شخصي متحامل.. جائر.. غير منصف.. ودليل ذلك أنه كان كلاما يميل فيه صاحبه إلى جانب دون الآخر بغير حق ولا إنصاف.. فينقد بما يريده في الوقت الذي يريده والمكان الذي يريده.. ثم يغفل ما يريده.. ثم يغفل ما يريد عندما يشاء. يغفل التمهيد لقصيدة حافظ لإشعار القارئ بمدى الخطأ الفاحش والذوق الممجوج في شعره- والقارئ أوعى من أن يتلقى أوامره في استقباله لشعر حافظ تحت شعار: (فلنحرر أذواقنا من حافظ إبراهيم) .. بينما نجد الناقد قد حرص على أن يقدم لقصيدة صقر ليبين للقارئ مدى الترابط (الجيد) بين النص والمناسبة التي قاله فيها.. والعجيب في الأمر أن الناقد لقصيدة حافظ مع إغفاله المناسبة التي قيلت فيها.. قد حرص بإلحاح- على أن يعرض ببيئة حافظ ذلك التعريض المزري، مع أنها هي البيئة التي ربت حافظا وشوقيا وغيرهما ممن لم ينجب الزمان بعدهم..

وبالطبع لم يشر الناقد إلى شيء مما يتعلق ببيئة صقر، فليس هناك ما يدعو إلى ذلك من

وجهة نظره..

هو نقد شخصي.. لأن عباراته تنبئ بذلك، فما في قاموس النقد كلمات (خاصة) صالحة للاستعمال في جانب الشاعر حافظ إبراهيم وبيئته حتى إذا أفرغ الناقد ما في جعبته، تحول بكل الرفق واللين وعبارات الثناء والإطراء إلى الجانب الآخر فيتأنق في اختيار ما يناسب صقرا وقصيدته، لأنه الشاعر الجدير بكل إطراء.

أما النقد الموضوعي فلم يعرف سبيله إلى الدكتور الضبيب، وإلا فعلى أي مقياس من مقاييس النقد ومعاييره كان هذا الكلام؟

وعلى أي وجه من أوجه الموازنة وضع كلا من القصيدتين في الميزان؟

ثم.. متى كان للناقد حق التدخل في أذواقنا نحن بهذا الأمر الجازم: (فلنحرر أذواقنا من حافظ إبراهيم) ، دون أن يعطينا القدوة المتمثلة في طريقة النقد الصحيح؟!!

لا.. بل فلنعود أنفسنا أسلوب النقد النزيه..

د. صلاح الدين محمد عبد التواب