رابعاً: وللقضاء على شراب الخمر ابتدأ أو بالنسبة للذين أدمنوا على شرابه فإنه بجانب العقوبات العلنية الرادعة التي توجد في الشريعة الإسلامية، يجب ملاحقة تلك العادة الملعونة بكل وسائل الإعلام للتحقير منها وممن يشربونها، وعرض الأفلام التسجيلية للسكارى والمخمورين في كل مراحل شرابهم لبيان ما يطرأ عليهم، وما يحدث لهم وما يصدر عنهم، والإكثار من فترات البث الإعلامي ضد هذا الشراب الملعون عن طريق البرامج التلفزيونية والإذاعية، وبذكر الإحصائيات والدراسات التي تؤكد ضرر وخطورة الخمر بأية كمية، والإكثار من التوجيهات والدراسات الدينية والتمثيليات الهادفة التي تنفر من الخمر وشرابه ومن المخمورين ومن تجار الخمور.
خامساً: إعادة النظر في الاستعمالات المشروعة لجميع الأدوية المحتوية على مواد تسبب التعود والإدمان، والعمل على الحد من استعمالها، وقصر استعمالها على حالات الضرورة، وفي نطاق الاضطرار الذي تقره الشريعة الإسلامية، ولقد سبق أن تحدثنا عن (الضرورة) في المقال السابق [٢] .
سادساً: أما بالنسبة (للخمر) ومادته الفعالة (الكحول) ، فلا ضرورة لاستعمالها في الطب والصيدلة؛ وهناك أبحاث تجري لتقييم الاستعمالات الحالية للكحول في الدواء والعلاج، وتشير الدراسات الأولية إلى إمكان الاستغناء عن الكحول صيدلانياً وطبياً. ومن الواجب على علماء الأمة الإسلامية العاملين في حقل الطب والصيدلة أن يعملوا جادين للتخلص من استعمالات الكحول في تجهيز الأدوية وفي العلاج: وبهذا يقدمون إلى أمتهم الإسلامية وإلى الإنسانية خدمات جليلة، ويؤدون واجباً دينيا مقدساً..
وبعد ... فهذه (مشكلة الخمر والإدمان الكحولي) التي تجتاح العالم المعاصر، أعرضها في هذه الدراسة المختصرة، سائلا المولى سبحانه وتعالى أن يهيئ لها من بين أبناء الأمة الإسلامية من يجدون لها الحل الشامل.