ثانياً: الاهتمام بالجوانب الأخلاقية والسلوكية للمجتمع، والأخذ بالمفاهيم السليمة لقيم الحياة، واتباع الأساليب التربوية الصحيحة لتربية أفراد المجتمع منذ الطفولة، ويوجد في الدين الإسلامي- خاتم الأديان السماوية - مناهج تربوية مفصلة، سبق تطبيقها بالمجتمعات الإسلامية، وثبت نجاحها، ومن الصواب العمل بها توفيراً للجهد، وتحقيقاً للفائدة وضماناً لحسن النتائج.
ثالثا: التعرف على الدوافع الحقيقية لتعاطي الخمور وغيرها من مواد الإدمان، والتعرف
على العوامل المساعدة لهذه الدوافع، وذلك بدراسة المريض ككل: بدنياً، ونفسياً، واجتماعيا.. والعمل على إبطال هذه الدوافع بالتربية والعلاج، أو بالتأديب والعقوبة، ونبين ذلك بشيء من االتفصيل فيما يلي:
(١) يتم فحص المريض من الناحية الصحية، ويعالج من كل ما يعاني منه من الأمراض خاصة تلك التي دفعته إلى تعاطي مادة الإدمان؛ فإذا كان يشكو من صداع مزمن، أو آلام عضوية مستمرة، أو اضطرابات وظيفية.. فيجب علاجه من هذه الأمراض حتى لا يكون هناك سبب لتعاطي مادة الإدمان بقصد العلاج.
(٢) دراسة مشاكل المريض العاطفية والاجتماعية والاقتصادية، ومعاونته على التوصل إلى الحلول الواقعية السليمة والميسرة لهذه المشاكل. وتصحيح مسار فكره وتصويب نظرته إلى هذه المشاكل، بالعلاجات النفسية والروحية، وتعديل نظامه المعيشي والاجتماعي، والتصحيح السلوكي، والاستعانة بالتربية الرياضية. وليس أقوى من التوجيه الديني والتربية الدينية في تعديل السلوك، هذا مع إعطائه جرعات من الإيمان، والتقوى بالعبادات الإسلامية والعقيدة الإسلامية.
(٢) وفي حالة شراب الخمر، والإدمان على شرابه، فإن الإقلاع التام عن تعاطي الخمر هو العلاج السليم، وهذا أفضل من محاولة التخفيف المتبعة في مواد الإدمان الأخرى.