وعلى ضوء ما ذكرنا من النتائج الفاشلة التي حصل عليها من يعملون لعلاج مشاكل الإدمان، فإننا نطالب بوضع خطط سليمة متكاملة تحقق الإصلاح الجاد والقضاء التام على مشاكل الإدمان وبخاصة (الإدمان الكحولي) ..
وعلينا أن نقتدي وأن نستفيد بسنة كريمة وعمل إصلاحي عظيم قام به نبي هذه الأمة- أمة الإسلام- نبينا (محمد) صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، إنها الإصلاح الكامل والحل الشامل لمشكلة الخمر التي شاع شرابها، وسيطرت على عقول العرب وتأصلت في نفوسهم وعاداتهم، وذلك قبل الإسلام وإلى أن جاء نبي الإسلام، نبي الرحمة، الرسول الصادق الأمين، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحابته أجمعين- فتم القضاء على هذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة قضاءاً تاماً، بين قوم أشد معارضة وعناداً، من المجتمعات المعاصرة ولكنها الدعوة الصالحة، والقيادة الصادقة التي كلل ويكلل الله سبحانه وتعالى أعمالها بالخير والتوفيق والفلاح.
ونقدم- باختصار- بعض الإجراءات اللازمة وطرق العلاج المناسبة التي نقترح الأخذ بها للقضاء على مشكلة الإدمان:
أولاً: إيقاف سيل المغريات وأسباب التحريض على الفسق، والتوقف عن عرض جوانب الحياة اللاهية، والمنطلقة إلى اللذة الجسدية وإلى الترف والى الكسب المادي، وذلك بوضع رقابة صارمة وجادة على الأعمال الفكرية والبرامج الترفيهية، والمواد الثقافية المقروءة والمسموعة والمنظورة، ولكي تصبح جميعها في الاتجاه الإصلاحي، وبعيداً عن الإثارة والتبذل.. هذا بالإضافة إلى وجود القدوة الصالحة بين أصحاب النفوذ والسلطان وكل من تقتدي بهم المجتمعات البشرية.