بهذا الطائفة المختارة - من فتيان الإسلام وفتياته - تستعلن دعوة الله، إذ هم ورثة النبوة وشهداء الحق على الخلق، ومجرد حضورهم بإزاء أولئك المضللين من أبناء المسلمين، كاف لإيضاح الفرق بين الحق والباطل، وبين العملة الصحيحة، والنقد المزور..
ومع كل ما تعانيه هذه الطائفة من حملات التضليل والتعريض لألوان التشهير والتعذيب، لا تزداد إلا تألقا وتوهجا وإقداما على الاستشهاد..
إنهم يجدون بسلوكهم الأعلى سيرة السلف الصالح من شباب الإسلام، الذين بايعوا رسول الله على أن يكونوا الصورة المثلى لدينه القيم: أخلاقا وسلوكا وتضحية..فلا يضيرهم أن يحرموا حق العدالة، ويحال بينهم وبين الرزق الحلال، وأن يطرحوا مع اللصوص والقتلة في غياهب السجون..على حين يتمتع المنافقون والمهرجون والرقاصون بكل ألوان الرفاه والاحترام، وإلى هؤلاء الثابتين على خط النبوة تتجه اليوم أنظار المؤمنين أملا بأن يحقق الله بهم ما حقق بأسلافهم من فرج بعد الضيق، والعزة بعد الذلة، وصلاح العباد بعد أن استشرت عوامل الضياع والفساد..
أما كيف..ومتى..؟.. فذلك من أسرار الغيب الموقوفة على علم الله.. وقد علمنا أن رحمة الله قريب من المحسنين، وأن اللجوء إليه وحده بعد اليأس من سائر الأسباب، هو البشير باقتراب النصر الموعود.. {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ؟ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} .