وقد تكفلت تعاليم الإسلام بإشاعة الحب وتدعيمه في المجتمع فتعاون الأقوياء والضعفاء والأغنياء والفقراء في بناء المجتمع والدولة بروح المساواة والعدل والتعاون بعيدا عن الصراع الطبقي والاستغلال الاقتصادي والأغلال الاجتماعية ولو قدر للمجتمع الإسلامي أن يستمر في تقدمه العلمي والحضاري ويمسك بزمام البشرية اليوم لظهرت مزايا الإسلام في بناء مجتمع متراص على أساس الحب والتكافل وليس الحقد والصراع الذي ليس وراءه إلا الدمار لقد وقف أغنياء المسلمين (عثمان وطلحة وسعد والآخرون) وفقراؤهم (أهل الصفة) صفا واحد لدعم رسالة الإسلام وقد حددت العلاقات بين الجميع في نصوص مكتوبة تحدد الحقوق والواجبات وتعلن مبادئ الأمن والحرية الدينية والتعايش السلمي والمساواة أمام الشرع والمسؤولية الجماعية.
وهكذا فإن النقلة التي أحدثها الإسلام في المجتمع المدينة أولا ثم المجتمع الإسلامي في أرجاء الدولة الإسلامية الأولى كانت عميقة وشاملة شملت العقيدة والفكر والنظام الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والسلوك الفردي اليومي لما تميز به الإسلام من عمق وشمول وقدرة على التأثير حتى صبغ الحياة بكل جوانبها بصبغته {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً} .