والأحاديث في شأنهم كثيرة معلومة، وقد قال عليه الصلاة والسلام:"من رأى من أميره شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة فإن خرج عن الطاعة وفارق الجماعة مات ميتة جاهلية".. وقال عليه الصلاة والسلام في حديث الحارث الأشعري:"وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن: الجهاد، والسمع والطاعة، والهجرة، والجماعة، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلى أن يراجع".
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وقد صدر من عماء المملكة فتوى في هذه الحادثة والقائمين بها وأنا من جملتهم وقد نشرت في الصحف المحلية وأذيعت بواسطة الإذاعة المرئية والمسموعة وفيها الكفاية إن شاء الله والإقناع لطالب الحق، ,إنما أردت بكلمتي هذه مزيد الإيضاح لخطأ هذه الطائفة وظلمها وعدوانها فيما فعلت وغلطها فيمن زعمت أنه المهدي، أما إنكار المهدي المنتظر بالكلية كما زعم ذلك بعض المتأخرين فهو قول باطل لأن أحاديث خروجه في آخر الزمان وأنه يملأ الأرض قسطا كما ملئت جورا قد تواترت تواترا معنويا، وكثرت جدا واستفاضت، كما صرح بذلك جماعة من العلماء بينهم أبو الحسن الآجري السجستاني من علماء القرن الرابع، والعلامة السفاريني، والعلامةالشوكاني، وغيرهم، وهو كالإجماع من أهل العلم، ولكن لا يجوز الجزم بأن فلانا هو المهدي، إلا بعد توافر العلامات التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الثابتة وأعظمها وأوضحها كونه يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما كما سبق بيان ذلك.. ونسأله سبحانه أن يصلح أحوال المسلمين ويمنحهم الفقه في الدين، وأن يوفق ولاة أمرهم للحكم بشريعته والتحاكم إليها، والحذر من كل ما خالفها، وأن يحسن العاقبة للمسلمين إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله لنبينا محمد وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.