وبعد ... فإن في كارثة الحرم التي زلزلت ضمائر المسلمين في كل مكان، لدروسا كبيرة جديرة بأن تثير في صدورنا العميق من التأملات، والكثير من التطلعات ... ولعل في رؤوس هذه الدروس تعميق الوعي بحقائق الإسلام، ومزيدا من توثيق الصلة بين المجتمع وهذه الحقائق، حتى تزول كل فجوة بين الدين والواقع ... وسيكون من نتائج ذلك صيانة الطابع الإسلامي للمجتمع من كل منافس دخيل سواء في نطاق الأفكار، أو التعليم، أو الإعلام على اختلاف وسائله.
وشيء آخر هام هو أن نشجع الحوار حول كل مشكلة تواجه الفكر الإسلامي على أساس من الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، وبذلك نفسح المجال أمام الشباب المتحمس! للتنفيس عن مكنوناته، والاستماع إلى الفهم الآخر، وبهذا وذاك ننقذه من العزلة الفكرية التي تعرضه وتعرض أمته للكثير من المآسي، التي خبرناها خلال التاريخ.
والله وحده المسؤول أن يجنبنا مزالق الغلو والغرور، ويجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، إنه الهادي إلى كل خير والقادر عليه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.