والمعنى العام لهذه الآية التي شرحنا كلماتها للقارئ الكريم ليتأتى له استيعاب معناها كاملا وتفهمه له، على وجه ينتفع به:
هو أن الله تعالى أخبر عن تنزيه نفسه من كل ما لا يليق به، ويتنافى مع جلاله وكماله من سائر العيوب والنقائص. معجبا عباده من قدرته العجيبة حيث أسرى بعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وعرج به إلى الملكوت الأعلى، وأراه من آياته الكبرى في ذلك الملكوت الأعلى، وأراه من آياته الكبرى في ذلك الملكوت الأعلى الأمر الذي لم يحصل لغيره ولم يتم لأحد سواه. منوها بفضل المسجدين الشريفين: الحرام والأقصى..
معللا لهذه المعجزة الكبرى والآية العظمى- الإسراء والمعراج- مبينا الغرض منها وهو أن يرى رسوله وحبيبه من عظائم صنعه، وعجائب خلقه، وأن يقف به على تلك الغيوب التي أعلمه بها وحيا، أوحاه إليه، وعرفه عليها بإخباره بها فأصبح الإيمان بها يقينا، واليقين فيها عين اليقين إذ ليس الخبر كالعيان، ولا الإنباء كالمشاهدة.
فقرر تعالى بهذه الآية الكريمة، مبادئ الإيمان وحقائقه وهي تفرده تعالى بالربوبية، والألوهية والكمال. وإثبات نبوة محمد عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بأعظم دليل وأقوى برهان وتقرير مبدأ المعاد والجزاء في الدار الآخرة بالوقوف برسوله على عالمي الجزاء من دار االسعادة ودار الشقاء.
قال رجل لعبد الله بن مسعود: علمني كلمات جوامع نوافع. فقال: اعبد الله ولا تشرك به شيئا، وزل مع القرآن حيث زال. ومن جاءك بالحق فاقبل منه وإن كان بعيدا بغيضاً، ومن جاءك بالباطل فاردد عليه وإن كان حبيباً قريباً.